منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت

سئم صديقي من رجال ، محسوبين على الدعاة ، يصعدون المنبر خطباء ، ويقفون أمام المصلين وعاظا ، يأمرون بالبر وينسون أنفسهم ، ينهون عن شيء ويأتونه ، هم قلة لا شك ، لكنهم فتنة لكثير يتخذوهم حجة ، فيزدادوا بعدا ، وحتى لا أُتهم بإلقاء التهم جزافا ، إليكم الخبر مع الإشارة أن النقد لفئة قليلة ضررهم على الدعوة قد يكون أكثر من نفعهم إن لم يصلحوا أنفسهم.

صعد المنبر خطيبا ، متحدثا عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج فقال : الشاب يقضي عمره ما قبل الزواج في توفير تكاليفه الباهظة وبعد الزواج يقضي بقية عمره في سداد دينه ، هناك من يطلب 10 ألاف دينار ويزيد، مهر معجل ومؤجل وعفش بيت ، بالله عليكم ، خففوا المهور يا أولياء الأمور ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ، رفقا بالقوارير من بناتكم ، من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، ،، وأخذ شيخنا إياه يسوق الأمثال "هناك من زوج ابنته بثلاث تمرات وآخر زوجها بكتاب الله وثالث أعتقها لوجه الله ووو.

أتمّ شيخنا الخطبة وانتهت الصلاة وغادر المصلون المسجد وبدا الرضى على وجوه العزاب منهم ، أثنوا على خطبته الحماسية الواقعية " يا هيك الخطب ولا بلاش " ، إلا صديقي هذا همس في أذني " طبعا ما جاء في الخطبة يسقط عن بنات الشيخ ، يعني بحسبة بسيطة بلزمك تقضي عمرك كله مشان تجيب المهر المعجل بس وبتطلع مديون كمان ، واسأل فلان راح يخطب بنته حلف بعدها يمين ما يدق باب شيخ" .

وقف آخر بالناس واعظا ومذكرا بعد انتهاء الصلاة ، قال " لا يشوش قارئكم على مصليكم ، فكيف بمن يرن جواله أثناء الصلاة ، يشتت تركيزنا ويضيع خشوعنا ، رجاء منكم أغلقوا جوالاتكم قبل دخول المسجد ، فجأة علا صوت الدعاء من جواله ، لم يجد واعظنا إلا أن قال " إذا سمعتم الدعاء فأمنوا ،، قولوا آمين " وجلس وانفض المصلين ولم يسلم بالطبع من القيل والقال.

وحال الأوليْن ليس بغريب عن الثالث، حدثنا عن حسن تربية الأبناء ، فهم صدقة جارية بعد الممات للآباء (وولد صالح يدعو له) ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، تقربوا من أبناءكم ، وقربوهم من المساجد ، وراقبوا أصدقاءهم ، وإيميلاتهم وفيس بوكهم ، هذه تذكرة لي ولكم ، قال ذلك وقد غادر المصلون المسجد إلا القليل ، ذلك " أن شيخنا لم يسلم أحد من شر أبنائه وعندما تشتكي تجد نفسك متهما وابنه ملاك".

صديقي هذا لديه الآن قائمة بمثل هؤلاء ، فلا يجتمع معهم في مسجد .

.
ارحمونا يرحكم الله