عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-12-2013, 08:17 AM
مصطفى احمد مصطفى احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 1,100
افتراضي الانترنيت والقانون "فكرة عامة

الإنترنت أو شبكة الاتصالات الدولية أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات من القرن ‏الماضي لخدمة عمليات التأهب السريع للقوات المسلحة الأمريكية في حال نشوب حرب نووية أو أي ‏هجوم يهدد أمنها (بهاء شاهين "شبكة الإنترنت، مراجعة مجدي محمد أبو العطا، ص 10 الطبعة الثانية ‏‏1996) ومصطلح الشبكات يقصد به في اللغة هي التي تسمح لأجهزة الحاسبات المتواجدة على الشبكة ‏بأن تتصل ببعضها وتتحدث إلى بعضها والمقصود بالتحدث هو تبادل البيانات والمعلومات والملفات ‏والإشارات فيما بينها: وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي استخدمت الشبكة الموجودة المتصلة ‏بروتوكل الاتصال ‏TCP/IP، وبهذا أصبحت الشبكة أبرنت هي العمود الفقري للاتصال بين المواقع، ‏وعند التحول إلى هذا البروتوكول وعلى وجه التحديد في سنة 1983 ولدت الشبكة الدولية الإنترنت ‏‏(أيمن العشري : المرجع في أساسيات وأسرار الشبكة الدولية إنترنت ص 6 إلى ص 8 القاهرة، مكتبة ‏الفيروز 1998.‏

‏"وفي منتصف عام 1993 خرج من معطف الإنترنت أجنحة للوسائط المتعددة وهي عبارة عن ‏مجموعة من مستلزمات البرمجة أو البرامج الخاصة ووسيلة لتجميع الوثائق معاً مما يتيح لمستخدمي ‏هذه الوسائط التجول عبر الشبكة وأن يشاهدوا كل ما فيها بالصوت والصورة والفيديو. وهكذا لم تعد ‏الإنترنت مجرد وسيلة لإرسال واستقبال البريد الإلكتروني ونقل البيانات عبر الشبكة بل أصبحت مكان ‏يعج بالناس والأفكار تستطيع زيارته والتجول في جنباته وهو ما يسمى بالواقع الإفتراضي ‏cyber ‎space، وهي الشبكة التي أضافت بعداً جديداً وهو التفاعل وليس مجرد بث معلومات" (بهاء شاهين: ‏المرجع السابق ص 14).‏

وتجدر الإشارة إلى ما يسمى بخدمة ويب ‏world wide web‏ وهي إحدى الخدمات المتاحة على شبكة ‏الإنترنت والتي تتيح لأي شخص أو لأي جهة الاطلاع على معلومات تخص جهات أخرى أو أشخاص ‏آخرين قاموا بوضعها على هذه الخدمة لإتاحتها للآخرين. وتحتوي هذه الصفحات على كلمات معينة ‏يمكن بواسطتها الدخول إلى صفحات أخرى وكل صفحة أو موقع على هذه الشبكة له عنوان خاص يتم ‏الدخول على هذا الموقع بواسطته. وتسمى شبكة النسيج العالمي أو الشبكة العنكبوتية (أيمن العشري: ‏المرجع السابق ص 17) وتقوم فكرة الشبكة العنكبوتية على أسلوب تكنولوجي يعلق عليه النص ‏المحوري ‏Hypertext‏. وهذا النص يقوم بتنظيم البيانات مما يساعد على استعادة هذا النوع من ‏المعلومات. (في تفصيل الجانب الفني لهذا الموضوع. بهاء شاهين: المرجع السابق ص 128 وما ‏بعدها). وهذا التطور التكنولوجي الضخم في مجال المعلوماتية شأنه شأن أي تطور علمي في أي ‏مجال من المجالات يثير تساؤلاً حول ما إذا كان هذا التقدم يجب أن تحكمه ضوابط قانونية فمن جهة ‏يجب أن يتاح المجال للتقدم العلمي لتحقيق تطور الإنسانية، ومن جهة أخرى فإن التقدم العلمي يكون ‏لمصلح الإنسانية وليس على حسابها أي يجب أن يحترم حقوق الإنسان التي تعتبر حجر الزاوية في ‏تقدم الإنسان وإزهاره.‏

والإنترنت وما يرتبط به من مسائل قانونية أصبح يمثل فصلاً متميزاً من فصول القانون المعاصر. ‏فتبدأ بعقود الاشتراك في الإنترنت وأنواعها وعقد إنشاء موقع وعقود التجارة الإلكترونية أي ما يمكن ‏تسميته بالتنظيم القانوني للتعامل مع الإنترنت وعن طريق الإنترنت. أما الشق الثاني فهو حماية ‏الحقوق في مواجهة الإنترنت، وفي مقدمة ذلك حماية الحياة الخاصة وحماية حقوق المؤلف في مجال ‏الإنترنت.‏

والواقع أن خطورة الإنترنت على حق المؤلف تتأتى عادة من أن إدخال المعلومة على الشبكة يكون ‏عن طريق ترقيمها وتفاعلها. وهنا قد يحدث تحويراً أو تعديلاً في المصنف، فالتحول إلى شبكة ‏المعلومة الرقمية لا يخلو في حد ذاته من مخاطر بالنسبة لحق المؤلف، كما أن التساؤل يثور حول ‏حماية المصنف الرقمي في حد ذاته وقاعدة البيانات، فهل تعتبر من قبيل المصنفات المشمولة بالحماية.‏

وقد يذهب غير المتخصص في القانون إلى أن الإنترنت يستوجب استصدار قانون لحماية حق المؤلف ‏إذا تعجز القوانين السابقة عن مواجهة الوضع الذي ترتب على وجود الإنترنت. فهل يوجد فراغ ‏قانوني بصدد حماية حق المؤلف في مجال الإنترنت، أم لا يوجد نظام قانوني يحكم تلك القرية الكونية ‏المعلوماتية، هذا ما سنتناوله بالدراسة في تلك الورقة.‏

وتنظيم حق المؤلف بصفة عامة يقوم على التوفيق بين مصلحة المؤلف الذي يجب أن يحصل على ‏المقابل المادي المجزي لإنتاجه الذهني وذلك لتشجيع وإثراء الإنتاج الأدبي والثقافي، ومصلحة ‏مستخدمي المصنفات الذين لا يجب أن يتحملوا أعباء كبيرة للحصول على المعلومات.‏

ويثور التساؤل عما إذا كان الإنترنت يغير من معطيات المشكلة أم يبقى عليها، فالإنترنت يسهل إلى ‏حد كبير النسخ والنشر غير المأذون به، وهذا يدعو إلى القول بضرورة التشدد في حماية المؤلف، كلما ‏ازداد الخطر كلما دعت الحاجة إلى تدعيم الحماية، ولكن مقابل ذلك فإن الإنترنت يساعد على الانتشار ‏بحيث يصل المصنف إلى أعداد ضخمة من المستخدمين، وهنا يثور التساؤل عما إذا كان ذلك يبرر ‏تقييد حق المؤلف لمصلحة المستخدمين، فالانتشار الضخم اللمصنف عبر كافة أنحاء العالم، والذي لم ‏يكن يحلم به أي مؤلف، ألا يستوجب في المقابل تقييد حقوق المؤلف لمصلحة مستخدمي المصنف.‏

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس