محمد نصر عابدين: القروض والمساعدات العربية تركة ثقيلة تتحملها الأجيال القادمة ولن تغنى عن قرض صندوق النقد

[الفاتح]

انا : الفاتح

محمد نصر عابدين كشفت مجموعة الاتحاد الوطنى الإماراتية أنها مستمرة فى خطتها التوسعية فى السوق المحلية خلال الفترة المقبلة حسبما جاء على لسان محمد نصر عابدين نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك الاتحاد الوطنى الإماراتية، الذى قال فى حوار لـ«الوطن»، إن فروع البنك فى مصر حقّقت نمواً فى الأرباح بنسبة 87% خلال 2012، فيما شهدت زيادة إجمالى حجم أعمال مصرفه بنحو 920 مليون جنيه مصرى بمعدل نمو 20%، وزيادة محفظة القروض الممنوحة للعملاء بنحو مبلغ 633 جنيهاً بمعدل نمو 26%، وارتفاع ودائع العملاء بنحو 609 ملايين جنيه بمعدل نمو 18%.
* باعتبار مساهمات بنك الاتحاد الإماراتى كجهة أجنبية فى السوق المصرية، كيف ترون السوق المحلية خلال الفترة المقبلة؟
- أولاً أريد توضيح أنه بمجرد دخول المجموعة الأم إلى السوق المصرية واشترينا فيها هذا البنك، أصبحنا استثماراً مصرياً وليس أجنبياً، وصحيح أن الأسهم مملوكة للمجموعة الأم فى الإمارات، إلا أن طريقة وروح العمل مصرية، وقد جئنا إلى السوق للبقاء فيها، وبالتالى عمرنا ما فكرنا للخروج منها، فنحن أصبحنا جزءاً من النسيج الاقتصادى المصرى، واستراتيجيتنا تستهدف الاستمرار والتوسُّع.
* ما تطورات خطتكم الاستراتيجية للعمل فى السوق المصرية فى ضوء المتغيرات الأخيرة؟
- خطتنا التوسُّعية قائمة واستراتيجيتنا محدّدة، لكن كم التوسُّع يتم إجراء عليه التعديلات وفقاً للأوضاع الاقتصادية، وقد نكون البنك الأكثر تطوراً فى التوسُّع والوجود فى مختلف محافظات مصر خلال الآونة الأخيرة مقارنة بالبنوك المثيلة، حيث أصبحنا موجودين فى 15 محافظة بعد أن كان البنك وقت الاستحواذ عليه موجوداً فى 3 محافظات فقط قبل نحو 5 سنوات تقريباً، ونستهدف تغطية كل المحافظات خلال ما يتراوح من 5 إلى 7 سنوات، وخطتنا الرئيسية تبدأ بفرع فى كل محافظة، ثم تليها مرحلة التوسُّع الأكبر وهى زيادة عدد الفروع فى كل محافظة على حدة، وذلك من خلال حجم تعاملات العملاء فى كل منطقة على حدة.
* على أى قطاع ينصب تركيزكم التمويلى حالياً. وخلال خطتكم المستقبلية؟
- الترتيب الحالى لتركيزنا التمويلى هو تمويل الشركات، ويليه تمويل الأفراد عبر خدمات التجزئة المصرفية، ثم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لكن خطتنا المستقبلية إعادة ترتيب القطاعات من حيث الاهتمام بالتمويل ليتصدّر تمويل الأفراد قائمة الأولويات ثم الشركات الكبرى ومعها المشروعات الصغيرة والمتوسطة.* ما احتياجات السوق فى الوقت الحالى للخروج من الأزمة الحالية؟
- لا أريد التطرُّق إلى الحديث فى السياسة، رغم أنها الأداة لتطوير الحياة والأوضاع الاقتصادية لإصلاح أحوال المواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار ليكون مناخاً جيداً، لكن الأوضاع الحالية مرتبكة وأتمنى أن يستقر الوضع الأمنى فى مصر وأن يتكاتف الجميع حكومة وشعباً ومختلف التيارات بمختلف توجهاتهم لتحقيق الأهداف العليا للوطن، وأن يفهم الإنسان المصرى أن التطوّر الاقتصادى لا يمكن أن يحدث إلا بأيدى المصريين أنفسهم عندما نعمل ونراعى الله فى ما نقوم به من عمل ونأكل من ناتج أعمالنا، ورغم أنه قد تكون هناك أسباب وجيهة جداً لقطاعات كبيرة جداً للناس التى تطالب بحقوق، لكن الأولى أن نطوّر أنفسنا أولاً ونفهم ونعى ويعى كل مصرى سواء كان فلاحاً أو عاملاً أو غيره، أن ذلك البلد لن يتطور إلا بأيدينا نحن، ومشكلتنا مثل الطفل الذى يحتاج إلى وقت لينمو ويكبر.
* فيما يخص الودائع والمنح والمساعدات هل تعتقد أنها كافية للخروج بمصر من الأزمة الحالية؟
- الوضع يفرض نفسه، وقرض صندوق النقد لا بد أن ننظر إليه من حيث حجم المال، فما هو مطلوب مالياً أكبر بكثير من قيمة القرض، لكن القرض هو شهادة لتعافى الاقتصاد ويعطى الضوء الأخضر لتوافد الاستثمارات على السوق المحلية.
* مؤخراً أعلن عن اتجاه ليبيا والعراق لتقديم حزمة مساعدات بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار، وهو ما يتخطى قيمة قرض صندوق النقد، هل يمكن اعتبارها بديلاً عنه أو لها تأثير على قرارات صندوق النقد؟
- بالطبع لا يمكن اعتبارها بديلاً، ولن تؤثر فى قرار صندوق النقد الدولى لمنح مصر قرضاً بقيمة 4.8 مليار دولار، والوضع الحالى الذى تعيشه مصر لا يحتاج إلى ودائع أو مساعدات، فمصر تحتاج إلى استثمارات فى الاقتصاد الحقيقى وأن توجّه رؤوس الأموال إلى الإنتاج، لكن على أى حال نشكر كل دولة جاءت لتساعدنا، ولكنها التزامات سيتم حل بها أزمات ملحة ولن تحل أزمة بلد أو تبنى اقتصاداً، وما هى إلا عبارة إلا عن شربة ماء صغيرة لواحد عطشان لكنها لن تمنحه الحياة، والمطلوب هو أن ننتج أو أن توجه القروض إلى الإنتاج، ومعظم القروض التى نتحدث عنها لا نعلم حقيقتها أو كيفية استخدامها، وبالتالى هناك ارتباك فى المعلومات، لكنه ليس النظام الأمثل، وما هى إلا تركة وعبء ستتحمله الأجيال القادمة.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك