« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
هل كان بإمكان الفيدرالي -تجنيب العالم أزمة 2008
الخميس 12 محرم 1438هـ - 13 أكتوبر 2016م ألان غرينسبان، الرئيس الأسبق للفيدرالي الأميركي يبقى في تاريخ ألان غرينسبان، الكهل الذي حكم الفيدرالي عشرين عاماً، لغزٌ محيّرٌ عن قرار شبه بديهي لو اتخذه لكان جنّب العالم الأزمة المالية العالمية في العام 2008. على مدار السنوات الثماني الماضية، لم يكف الاقتصاديون عن طرح التساؤل حول سبب تقاعس ألان غرينسبان عن خفض الفائدة في لحظة حرجة كانت فيها الفوائد المرتفعة تتسبب كلّ يوم بآلاف التعثرات في القروض المدعومة بالرهونات العقارية، مع ما استتبع ذلك من انفجار فقاعة المشتقات المدعومة بتلك الرهونات. هذا التاريخ الملتبس للاقتصادي الأكثر إثارة للجدل خلال العقود الماضية، يعالجه سباستيان مالابي في كتاب جديد صدر أمس، بعنوان:The Man Who Knew: The Life and Times of Alan Greenspan. هذه السيرة الذاتية لحياة ألان غرينسبان، نتاج أكثر من خمسة أعوام من الأبحاث المبنيّة على تدقيق علمي لموضوعه، وعلى مقابلات مع المقرّبين منه على الصعيدين المهني والشخصي، وتأتي لتضيء على النقطة المحورية حيث تلتقي "الحكومة" مع "الاقتصاد". يشير الكاتب مالابي إلى أن فهم سيرة غرينسبان، الذي شغل منصب رئيس الفيدرالي بين عامي 1987 و2006، يتطلب رؤية جديدة للمشهد الاقتصادي والسياسي للسنوات الثلاثين الأخيرة من رئاسة رونالد ريغين إلى جورج بوش الابن، فقد أمضى الاقتصادي المرموق حياته المهنية في صراع بين تقييد النظام المالي وتحريره؛ فكان من أتباع المفكّرة والكاتبة الليبرالية أيان راند، التي كان لها أثرٌ واضح في تشكيل أفكاره، حيث مثلت "قوة الاستقرار" في حياته بحسب تعبيره، وشاركها في عدة مقالات في كتاب يتناول موضوع الرأسمالية وديناميتها Capitalism The Unknown Ideal. وقد هاجم "الاحتياطي الفيدرالي" في إحدى المقالات التي كتبها في الخمسينيات، مؤيداً اتباع معيار الذهب لدعم الدولار. إلا أنه عندما واجهه أحد النواب الأميركيين، قال إن رؤيته للاقتصاد تغيّرت! غرينسبان، الاقتصادي الذي منحه جورج بوش الابن الوسام الرئاسي للحرية عام 2005، اتهمته لجنة التحقيق في الأزمة المالية عام 2011 بأنه ساهم في حصول الأزمة المالية، بسبب سياسته النقدية خاصة فيما يتعلق بالفوائد على قروض الرهن العقاري. هذا الاقتصادي ورجل السياسة النقدية الذي يُعتبر أيقونة في عالم الاقتصاد والمال، عاش حياة من المفارقات بين تحوّل السياسة المالية من التشدّد المالي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى التحّرر المالي الذي يناقش الاقتصاديون مدى تأثيره الإيجابي على النمو الاقتصادي خلال فترة من سنوات ترأس غرينسبان للفيدرالي الأميركي. يأتي هذا الكتاب اليوم ليضيء على هذا التحوّل وليحاول فهم كيف حدث أن اقتصادياً قاد بلاداً نحو نمو كبير مع الإبقاء على مستويات التضخم تحت السيطرة، فاته توقع الأزمة، أم أنه كان يدرك قدومها ونأى عن اتخاذ قرار حاسم أو كان فعلا لسياساته دور في تفشي الأزمة المالية؟ فقد فشل غرينسبان، بحسب تحليل مالابي، في الحد من الرافعة المالية والفقاعات، موجهاً سياساته نحو استقرار الأسعار وكبح التضخم بدلا من استقرار الوضع المالي، ما زاد من هشاشة النظام المالي. من هنا يؤكد مالابي في كتابه أن غرينسبان ارتكب خطأ أساسياً، لأنه بحسب تعبير مالابي، "الرجل الذي يعرف" أي الشخص الذي كان بإمكانه تفادي الكارثة المالية.. لو أنه كان حاسماً. ويعد سباستيان مالابي أحد أبرز الاقتصاديين في العالم، حيث تدرج في مناصب عدة وهو حالياً من الأعضاء الكبار المتخصصين في الاقتصاد الدولي بمجلس العلاقات الخارجية. وكتاب The Man Who Knew: The Life & Times of Alan Greenspan، ليس المُؤلَف الوحيد لمالابي الذي ينير زوايا معتمة في سيرة جدلية لأحد القادة الاقتصاديين، فقبله ألّف The World's Banker، الذي تطرق فيه للبنك الدولي في عهد جيمس وولفنسون، والذي وُصف بأنه من أهم المؤلفات التي تناولت مؤسسة مالية كبرى ورئيسها الذي رافق الغموض مسيرته. وكانت له إصدرات أخرى على رأسها More Money Than God: Hedge Funds and the Making of a New Elite، الذي أشادت به صحيفة "نيويورك تايمز" وأهّل الكاتب لنيل جائزة Loeb المرموقة في مجال الصحافة الاقتصادية عن العام 2011. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|