تنظر بكين إلى مسألة العجز في الطاقة باعتبارها واحدة من أكبر التهديدات المحتملة ضد الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي . وقد أصبحت الصين في النهاية مستورداً للنفط في عام ،1993 وقد ظلت وارداتها من النفط تتزايد بشدة منذ ذلك الحين . وفي هذه البيئة المحدودة من إمدادات النفط صار المخططون الصينيون يركزون على هدفهم الخاص بتنويع مصادر الدولة من النفط والغاز والكهرباء والفحم . والنفط والغاز بما لهما من أهمية محورية في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية، في الحاضر والمستقبل، ولذا يحتلان مكانة مركزية في التخطيط الاستراتيجي للصين ويشكل قاطرة مهمة لنموها . لكن تعطش الصين للنفط، يعتقده كثير من المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين خطراً يهدد الولايات المتحدة . بحسب جريدة الخليج
وهؤلاء يبنون فرضيتهم على واقع الخبرة التاريخية اليابانية، حيث يقولون انه منذ سبعين عاماً، بدأت اليابان المصابة آنذاك بنقص شديد في النفط تنفيذ سياسة توسعية عدوانية، كان الغرض منها تأمين احتياجاتها المتزايدة من النفط، وهو ما أدى فى نهاية المطاف الى دخول الأمة اليابانية ساحة حرب عالمية .
وان تعطش الصين للنفط هو البذرة الأولى للحرب العالمية المقبلة لأن الصين بلد يعيش فيه 3 .1 مليار نسمة، ويمتلك اقتصاداً يحقق نمواً استثنائياً بمعدل سنوي كبير نحو 8% ولذلك أصبحت الصين تعتمد اعتماداً متزايداً على النفط المستورد مما جعل الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط عالمياً بعد الولايات المتحدة . حتى نهاية العام 2012 حاولت الصين طمأنة العالم عبر إصدار الكتاب الأبيض لأمن الطاقة عام 2007 إلا أن التعطش الشديد إلى الطاقة في الصين التي تجاوزت الولايات المتحدة في سنة 2011 لتحل محلها كأضخم منتج للكهرباء في العالم .
وتقول إحصاءات وكالة الطاقة الدولية- التي تمثل نادي الدول الثرية المستهلكة للطاقة- إن الطلب الصيني على الفحم كان في سنة 2001 بلغ ما يعادل نحو 600 مليون طن من النفط المكافئ (25 إكساجولز)، لكنه تضاعف ب3 أمثاله بحلول سنة ،2011 أي أن استهلاك الصين من الفحم لإنتاج الكهرباء قفز من ثلثي الطاقة التي تحصل عليها أمريكا من النفط إلى مثلي تلك الكمية . والمعروف حالياً أن صناعة الفحم المحلية في الصين تنتج كمية من الطاقة الأولية أكثر مما ينتجه نفط الشرق الأوسط .
لكن استخدام الفحم له مضاره البيئية ولذا يزداد اعتماد الصين على الطاقة من النفط والغاز، وقد أفادت تقديرات الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة، أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة هذه السنة وتصبح الدولة الأولى المستوردة للنفط في العالم .
وقالت الوكالة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية، إن واردات النفط الصافية لبكين ستتجاوز واردات الولايات المتحدة بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2013 . وأضافت أن السبب في ذلك هو “الارتفاع المتزايد للطلب الصيني وزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة ومستوى مستقر للطلب على الطاقة في السوق الأمريكية” .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك