حوار│رئيس شعبة المستوردين- نزيف الدولار يهدد الأمن القومي والاحتياطي -رايح في داهية

[كريم محمد]

انا : كريم محمد

أحمد شيحة
شيحة: المواطن هو اللي هيحاسب على فرق الـ 4 جنيهات في زيادة سعر الدولار عن الجنيه
ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه بهذا الشكل يحدث في الحروب فقط
زيادة الدولار بسبب المضاربة بسعره.. وقرارات الحكومة الخاطئة
لو تغيرت السياسات النقدية سيعود الدولار لطبيعته
مصر كلها بتشتغل في الدولار
"مش هنأكل لحمة، وهنأكل أجنجة وهياكل فراخ"، هذا هو لسان حال رب الأسرة المصرية، والتي توصف بكونها الأسرة "متوسطة الدخل" لما تتمتع به من أب موظف له دخل ثابت وأم ربما تكون موظفة هي الأخرى، واللجؤ إلى هذا الحل لتوفير" البروتين" لأفراد الأسرة، سواء كانوا كبارًا مُدركون ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد، أو صغارًا يتأهبون من خلال "هياكل" الدجاج لمستقبل أكثر سوءًا، يرسم ملامحة زيادة في سعر الدولار لأول مرة في تاريخ مصر من 12 إلى 13 جنيه في السوق السوداء، في ظل سياسات ورقابة حكومية هاوية لا تُفسر ما يحدث، ونحن هنا لم نتحدث عن الفقراء، والذين يمثلون 40% من قوام هذا الشعب، ولكن كل ما يمكننا أن نقدمه لهم هو الدعاء، هناك من يعاني من زيادة سعر الدولار، ولكنه من طائفة "المستوردين"، يتحدث عن معاناتهم، "التحرير"، أجرت التقت مع أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرف التجارية، وأجرت معه حوارًا عن ارتفاع سعر الدولار، وانعسكاته على عدة أصعدة.
..وإلى نص الحوار.
*بداية.. كيف تري انخفاض سعر الدولار اليوم من 13 إلى قرابة الـ 12.5 جنيه؟
موضوع 12.5 أو 12 أو حتى 11جنيهًا لسعر الدولار أمام الجنيه، كل هذا ليس له أهمية، لأننا نتحدث عن تحرك سعر الدولار في 10 أيام بالشكل الكبير والملفت، فهذا أكبر دليل على أنها عملية مضاربات، وتدل عن حالة اقتصادية، إما مستقرة أو غير مستقرة، لأن العملات في كل مكان بالعالم، عندما تترنح، تتأثر بحدث كبير جدًا في الاقتصاد، كحدوث مشروعات عملاقة أو تعاقدات أو اكتشافات بترولية صخمة، أي أمر كان شأنه أن يضيف للاقتصاد القومي بشكل ضخم، أو على العكس أن تكون قيمة العملة فى البلد منخفضة بهذا الشكل، في أوقات الحروب والأزمات داخل البلد، بينما التلاعب في سعر الدولار مستمر وفي تزايد يوم بعد يوم.
*هل المضاربات تتعلق بأمور ومكاسب اقتصادية أم لإحداث أزمات سياسية؟
هناك أناس تحاول أن تستفيد من التلاعب في الدولار بأكبر قدر على حساب استقرار الدولة اقتصاديًا، وهذا إن دل على شىء، فهو يدل على أن الاقتصاد المصري لا يوجد به الأزمات التي تسبب ارتفاع الدولار بهذا الشكل، وأنا تحدثت عن ارتفاع الدولار، بأنه نتاج "التضارب في السوق السوداء"، فمن يقوم بذلك الأمر منعدم الضمير، ويخرب في الاقتصاد القومي، هذا بخلاف الأخطاء الشنيعة التي تمثلت في القرارات الأخيرة الحكومية، سواء الصادرة عن الحكومة مُمثلة في وزارتي التجارة والصناعة ووزارة المالية، أو القرارات الصادرة عن البنك المركزي، وترتب عليها ارتفاع للأسعار بشكل غير مسبوق في أي مكان بالعالم.
*ما هي القرارات الحكومية الخاطئة المتسببة في ارتفاع سعر الدولار؟
قرار حد الإيداع والسحب بالنسبة لبعض الشركات، وقرار بعدم فتح اعتمادات مستندة للتسهيلات على المستوردين، وقرار عدم تمويل المستودرين الذين هم بأمس الحاجة لتمويل من البنوك، والقرار الخاص بتحديد مبالغ مالية مُحددة للسحب من الفيزا، فكان نتاج هذا حدوث حالة من عدم الثقة بالبنوك، وكان دافعًا لنشاط مُكثف في السوق السوداء للدولار.
*كيف تم تحديد قيمة السحب والإيداع بالنسبة لبعض الشركات، ولماذا لا يتم تمويل المستوردين من البنوك بالدولار؟
بداية، تم تحديد سحب بقيمة لا تزيد عن 50 ألف دولار من البنك كحد سحب وإيداع خلال شهر واحد فقط، وأقصى سحب وإيداع في المرة الواحدة 10 آلاف دولار، ففي حالة احتياج المستورد لمليون دولار، فعليه أن ينتظر 24 شهرًا، والحكومة تقوم بتعذيب المستثمر، وبالتالي يلجأ المستورد للسوق السوداء، وهذا سبب عدم الثقة في البنوك وسحب الأموال منها، حيث بدأ الجميع بالتعامل في السوق السوداء، بفارق 3 جنيهات وكسور عن السعر الرسمي بالبنوك، بخلاف الخوف من صدور أي قرار يمنع من التحكم في أموال المواطنين بالبنوك.
*تحدثت عن فارق 3 جنيهات وكسور زيادة عن السعر الرسمي للجنيه، فمن يتحملها؟
"المواطن هو إللي هيحاسب على فرق الـ 4 جنيهات في زيادة سعر الدولار عن الجنيه"، لآن المستورد سيعتمد على أسعار السوق السوداء في استيراد السلع، وسيوردها داخل مصر بسعر مُرتفع، وفي النهاية المواطن هو من سيصطدم بالسعر المرتفع دون غيره.
*كيف سيؤثر هذا الارتفاع على الاقتصاد من ناحية، وعلى الأسعار من ناحية أخرى؟
نتج بالفعل، ركود على المستثمرين، لأن من كان يستورد بمليون دولار، الآن يستورد بـ 300 ألف دولار بمعدل انخفاض 70%، مما نتج عنه ركود في القدرة الشرائية للمستهلك، وفيما يخص الأسعار فشهدت زيادة 20% على كافة السلع خلال الأسبوع الماضي فقط.
*ماهو الحل للحد من ارتفاع سعر الدولار ؟
لابد من الإشارة إلى أن الدولة هي السبب في ارتفاع سعر الدولار، وارتفاع الأسعار بشكل عام، لأنها تُصدِّر قرارات ينتج عنها عدم الاستقرار، فيلجأ المستورد إلى السوق السوداء، وهذا الأمر له تداعيات غاية في الخطورة على الاقتصاد، وسيتسبب في نزوح المستثمرين" كونهم يعلمون بما سيحدث غدًا، وأن القرارت غير ثابتة.
*هل زيادة سعر الدولار أمام الجنيه تتعلق بانخفاض الاحتياطي النقدي؟
منذ 25 يناير والاحتياطي النقدي "رايح في داهية"، أما في حالة عدم وجود مضاربات، ولديك موارد يمكن تغطية احتياجاتنا من الدولار، أو في حالة عدم وجود احتياطي نقدي ولا يوجد تلاعب ستستطيع مصر تغطية احتياجاتها من الدولار.
*من يقود التلاعب والمضاربات في سعر الدولار؟
العصابات الموجودة والمهربين وشركات الصرافة، "ومصر كلها بشتغل في الدولار، وكل شخص معاه قرشين بيحولهم دولار، وأكثر سلعة تحقق ربحية الآن".
*ما توقعاتك للفترة المقبلة؟
لو تغيرت السياسات النقدية، سيعود الدولار إلى سعره الطبيعي أمام الجنيه، أما في حالة استمراره سيزيد من قيمة الدولار، وسينتج عنه تخريب في الأمن القومى للبلد عبر الاقتصاد، والحديث عن إعلان إفلاس مصر" كلام من ناس معندهاش ضمير"، لتحقيق أهدافهم.
*بصفتك رئيس شعبة المستوردين وأكثر المتضررين من زيادة سعر الدولار، فهل اجتمع معكم مسؤولين من الحكومة؟
لا، لم يتحدث إلينا أحد من الحكومة، ونجتمع كل يوم في "أضرحة أهل البيت، وندعو الله أن يصلح الحال”.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك