دول الربيع العربى لم يكن لديها نماذج للنهوض الاقتصادى-المنتدى الاقتصادى

[معاز]

انا : معاز

قال محسن خان الخبير البارز والمدير السابق للشرق الأوسط فى صندوق النقد الدولى، إن العالم لم يف بتعهداته تجاه الربيع العربى، خاصة شراكة دوفيل التى تم إعلانها خلال مايو 2011، والبالغة 40 مليار دولار.

وأضاف خلال المؤتمر الذى ينظمه منتدى البحوث الاقتصادية اليوم السبت، تحت عنوان "نحو أجندة تنمية جديدة بالشرق الأوسط"، أن الدول الخليجية فقط من أوفت بما تعهدت به وقيمته تتراوح بين 10 إلى 15 مليار دولار، كما أن الدول الأكثر استفادة من الدعم الخليجى هى مصر.

وقال خان إن المانحين بشكل عام ليس لديهم توجهات اقتصادية وإنما توجهات سياسية، فحتى دول الخليج لديهم توجهات سياسية إذا كانوا مانحين.

وأشار إلى أن المصريين قرروا عدم الاقتراض من صندوق النقد الدولى، قائلًا: "حتى الآن لا تنفذ مصر برامج اقتصادية مع صندوق النقد الدولى رغم خوض كثير من المفاوضات على مدار السنوات الـ5 الماضية"، فى حين توصلت الأردن وتونس واليمن والمغرب لاتفاقيات إقراضية مختلفة مع صندوق النقد.

وأوضح أن مشكلة التنمية فى الدول العربية هو عدم وضوح نماذج السياسات الاقتصادية الناجحة التى يجب الاقتداء بها، مؤكدًا أن كثيرًا من الدول الأوروبية التى تحول اقتصادها قدم لها الاتحاد الأوروبى حوافز كثيرة ودعم مالى لمساعدة الحكومات على التحول نحو الديمقراطية والاقتصاد الحر، وهو ما ليس موجودا بالدول العربية التى تمر بفترات تحول.

وأكد خان، أن مصر ودول الثورات لم يكن لديها نموذج اقتصادى كما لم تكن لديها خطة للنهوض بدولها وهو ما أدى إلى الانتقاد والثورات، موضحا أنه تم اتباع سياسة توسعية مالية فى مصر قبل الثورة أدت إلى عجز مالى كبير.

من جانبه، طالب حافظ غانم، نائب رئيس مجموعة البنك الدولى لشئون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بضرورة إصلاح البنية الاقتصادية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والإصلاح المؤسسى فى المنطقة العربية خاصة دول الثورات العربية ومنها مصر.

وانتقد غانم عدم تنفيذ الخطط والاستراتيجيات فى دول المنطقة، لافتا إلى أن مصر تقوم بعمل خطط خمسية واستراتيجيات ولكن لا يتم التنفيذ ومتابعة التنفيذ لما خطط له وما تم فعله.

وأكد غانم أن المنطقة العربية تعانى من عدم المضى قدما فى الإصلاح المؤسسى بكثير من الدول العربية، رغم اتخاذ مجموعة من القرارات الوزارية، التى تسعى لتبسيط البيئة الاستثمارية والتجارية، إلا أنه لا يوجد إنفاذ لهذه القرارات وخاصة فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف خلال المؤتمر أن خريجى الجامعات يفتقدون مهارات التفكير النقدى والعمل فى جماعة بكثير من الأحيان.

وأشار غانم إلى أن العرب نجحوا فى زيادة معدلات الانضمام إلى المدارس إلا أن نظام التعليم لا يزال يعانى سوء تدنى الجودة، خاصة أن 40% من طلاب قطر فى المرحلة الابتدائية لم ينجحوا فى امتحان الحساب رغم إنفاق مبالغ كبيرة هناك على التعليم، ناهيك عن عدم النجاح فى اختبارات القراءة والكتابة فى كثير من الدول منها السعودية أيضا.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك