«بورصة النيل» فى 3 أعوام:21 راعيًا معتمدًا و٫ شركة مقيدة!

[الصحفى المحترف]

انا : الصحفى المحترف

احمد مبروك - و احمد على :

أكد مسئولو رعاية الشركات المتوسطة والصغيرة توافر عدد من المعوقات التى تقف امام احتلال بورصة النيل المكانة المرجوة فى تمويل الشركات المتوسطة والصغيرة، على رأسها تخاذل العديد من الرعاة فى اداء عملهم على اكمل وجه، وهو ما ساهم بشكل مباشر فى ضعف البضاعة المتاحة بالبورصة الوليد، وافتقارها قصص النجاح التى قد تشجع شركات جديدة للقيد بالبورصة، فضلاً عن عدم مراعاة ادارة البورصة تكاليف القيد التى تتحملها الشركات المتوسطة والصغيرة.

وألقى الرعاة جانباً من مسئولية الفجوة التمويلية فى قطاع الشركات المتوسطة والصغيرة على عاتق الحكومات المتعاقبة بالبلاد وعدم قدرتها على توفير بيئة منظمة تؤدى إلى تطور سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة وربط الاقتصاد الموازى بالجهات الرسمية فى البلاد.

وطالب رعاة السوق بضرورة تسهيل الإجراءات الحكومية والخاصة بتحويل الشركات المحدودة إلى شركات مساهمة، وأيضا بتوفير حزمة من الحوافز التى تأتى على رأسها الإعفاءات الضريبية للشركات المقيدة بالنايلكس وخفض تكاليف القيد وإعداد تشريع يجبر صناديق الاستثمار على تخصيص نسبة من أموالهم فى استثمارها ببورصة النيل، بالإضافة إلى توافر رؤية واضحة للاقتصاد تؤدى إلى جعل المستثمرين قادرين على التخطيط والتوقع الجيد.

ورحب الرعاة باهتمام إدارة البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية بسوق المشروعات المتوسطة والصغيرة خلال الفترة الحالية واستماعهم للمشاكل التى يعانون منها والسعى لزيادة ساعات التداول لتصبح 4 ساعات ودراسة تعديل قواعد القيد وإعادة تنشيط مؤتمرات النايلكس التى تجمع الشركات والرعاة مرة أخرى.

وتم قيد 23 شركة ببورصة النيل فقط منذ تدشينها فى يونيو 2010، وحصلت 21 شركة على ترخيص مزاولة مهنة الرعاة المعتمدين لقيد الشركات المتوسطة والصغيرة ببورصة النيل، وهو العدد الذى يعكس الأداء المتخازل للرعاة فى استقطاب الشركات الراغبة فى الحصول على تمويل.

الجدير بالذكر ان شركة البيت الأبيض للاستشارات حصلت على نصيب الاسد فى قيد الشركات ببورصة النيل بواقع 8 شركات، فى مقابل شركة فرست للاستشارات التى قامت بقيد 4 شركات فى المركز الثانى، ثم النعيم بشركتين، وكل من ايجل وفينكورب والاهلى وجراند بواقع شركة لكل منهم.

وقال أحمد فايق، رئيس مجلس إدارة شركة البيت الأبيض للاستشارات المالية،ان شركته تتصدر قائمة الشركات التى قامت بقيد شركات متوسطة وصغيرة ببورصة النيل منذ نشأتها، ضمن أربع شركات فقط نشطة، هى التى تقوم بعمليات قيد مستمرة بالسوق، فى الوقت الذى يقف فية عدد لا بأس به من الرعاة متفرجين على الوضع الراهن، مناديا بشطب المتخاذلين عن أداء دورهم من خلال قيد شركتين فى مدة لا تتجاوز العامين.

وأرجع، ضعف البضاعة المتاحة ببورصة النيل إلى الاضطرابات المستمرة التى تمر بها البلاد خلال الفترة الراهنة، متوقعا زيادة عدد الشركات المقيدة ببورصة النيل حال تحسن الاوضاع.

ودعا إلى وضع تشريع ينص على تخصيص نسبة من أموال صناديق الاستثمار لبورصة النيل فى محاولة لرفع معدلات التداول.

ونفى ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، وجود أى تقصير من جانب بعض الرعاة ببورصة النيل فى ظل كون المنظومة بأكملها متأثرة بظروف البلاد وعدم وجود فرصة استقرار تتيح لبورصة النيل أن تتطور.

وأكد أن هناك احجامًا من قبل الشركات المتوسطة والصغيرة عن القيد فى بورصة النيل خاصة فى ظل عدم وجود نماذج ناجحة بالسوق فى الفترة الراهنة.

ولفت إلى وجود خلل كبير بين عدد الشركات التى يتم التداول عليها وهى 19 شركة وحجم التداول الذى يبلغ مليون جنيه مع التأكيد على ضرورة وجود صانع سوق وإجبار صناديق الاستثمار على تخصيص نسبة من أموالها لاستثمارها فى بورصة النيل.

وحول ضعف الخدمة المقدمة من الرعاة للشركات التى يتم قيدها ببورصة النيل، أضاف رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، أن المنافسة السعرية الحادة بين الرعاة على اجتذاب الشركات للقيد بالبورصة سبب مباشرة فى انخفاض جودة الخدمة المقدمة من الشركة الراعية، الأمر الذى يتطلب وجود ميثاق شرف بين الرعاة.

وأكد ان عملية قيد الشركات ببورصة النيل ليست بالصعبة، وانما تكمن التنافسية الحقيقية التى قد تتمتع بها بعض الشركات فى قدرة الشركات المقيدة على الاستمرار من عدمه.

وشدد ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، على ضرورة اتخاذ خطوات تصحيحية فى الفترة المقبلة مثل تعديل قواعد قيد الرعاة وتطلب تسجيل شركتين على الأقل فى مدة زمنية لا تتجاوز العامين حتى لا يتعرض الراعى للشطب.

وأكدت عزة صالح، العضو المنتدب لشركة سوليوشن للاستشارات المالية سوء الحظ الغريب الذى ضرب بورصة النيل منذ تدشينها، وقالت إنه بعد الازمة العالمية التى ضربت كل الاسواق العالمية، جاءت الثورات والاضطرابات المحلية التى صعبت من مهمة تطوير سوق ناشئة فى ظل ظروف محيطة تعيق ذلك التقدم سواء فى البورصة الرئيسية أو النايلكس.

وانتقدت عدم وجود سياسات تحفيزية تؤدى إلى جذب شركات متوسطة وصغيرة جديدة وقيدها بالسوق، فعلى سبيل المثال نجد أن تكاليف القيد فى بورصة النيل تصل إلى نصف تكاليف القيد فى البورصة الرئيسية دون مراعاة لإمكانيات الشركات الصغيرة حيث يجب خفض تكاليف القيد وجعلها رسومًا رمزية.

وأكدت أهمية وجود السياسات التحفيزية فى بورصة النيل، والتى تأتى على رأسها الإعفاءات الضريبية التى تنظر إليها الشركات المتوسطة والصغيرة على أنها أساس القيد فى بورصة النيل.

وطالبت بضرورة تسهيل الإجراءات الحكومية والخاصة بتحويل الشركات المحدودة إلى شركات مساهمة والتى تأخذ شهورًا عديدة تصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من عام.

وأضافت أنه فى حال وجود سياسة كاملة من الحكومة تتضمن اعفاءات وضمانات وحوافز للشركات ستكون النتائج جيدة وستظهر الشركات التى تعمل فى الخفاء او ما يطلق عليه الاقتصاد الموازى.

وتوقعت تحسن مستوى بورصة النيل خلال الفترة المقبلة بعد استقرار الأوضاع ورغبة إدارة البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية البدء فى العمل على تسهيل الإجراءات الحكومية ومنح الإعفاءات الضريبة.

من جانبه قال علاء الصواف، رئيس مجلس إدارة شركة «فيرست» للاستشارات المالية، إن بورصة النيل هى رافد من روافد التمويل فى مصر، الأمر الذى يتم توضيحه للشركات المتوسطة والصغيرة عند قيدها حتى تتفهم طبيعة تلك البورصة.

وأضاف أن هناك العديد من المبادرات الجيدة إلى تستهدف تنشيط سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولكن هناك إحجامًا كبيرًا وتخوفًا من قبل الشركات من الدخول والقيد فى بورصة النيل.

وأرجع تخوف الشركات إلى عدة أسباب من أهمها سوء الخدمة المقدمة من بعض الرعاة الذين لا يسعون إلى جذب الشركات المتوسطة والصغيرة حيث يوجد من يهتم بالحصول على الرخصة الخاصة بالرعاية ولا يقوم ببذل الجهد، هذا بالإضافة إلى إن بعض الرعاة لديهم مهام أخرى تعيقهم عن العمل الجاد فى بورصة النيل مثل الشركات التى تقوم بالتداول فى السوق الرئيسية.

وأشار إلى الجهد المبذول من قبل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» والتسهيلات التى تقدمها الهيئة لقيد الشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ببورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى ظل تحمل الهيئة نحو 80 % من تكاليف القيد.

ونفى الصواف أى تقصير من قبل شركته فى جذب وقيد الشركات فى بورصة النيل وأكد أن الشركة قامت بتسجيل أكثر من 12 شركة فى الفترة الماضية توقفت منها 4 شركات ويتم التداول على الشركات المتبقية دون أى مشاكل أو غرامات بالإضافة إلى قيام الشركة بإعداد التغطية البحثية المطلوبة فى الوقت المحدد.

وقال إن شركة البيت الأبيض وفيرست قامتا بتسجيل 18 شركة من أصل 22 شركة ويوجد أكثر من 20 راعياً ببورصة النيل الأمر الذى يفسر من أين يأتى التقصير.

وشدد علاء الصواف على أن هناك خطوات جادة لتصحيح الوضع وتنشيط بورصة المشروعات المتوسطة والصغيرة من خلال تعديل قواعد قيد الرعاة ووجوب تسجيل عدد شركتين على الأقل فى مدة لا تتجاوز العامين حتى لا يتعرض الراعى للشطب.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك