اقتصاديون: التعاون مع إفريقيا في مجال الطاقة مفتاح لعودة قوية للقارة

[الصحفى المحترف]

انا : الصحفى المحترف

حضور مؤتمرات الإستثمار الدولية فرص مهمة لتقليب التربة والتقاط رؤي جديدة للإستثمار‏..‏ جسور التعاون الإقتصادي قد يكون حبل الإنقاذ للعلاقات السياسية‏..‏وعلاقات سياسية متميزة لا يتم إستثمارها إقتصاديا تصبح بمثابة وليمة شهية بلا ضيوف. ومن أهم المؤتمرات الحقيقية التي تمثل قيمة مضافة للإقتصاد المصري والعربي كان الملتقي الإستثماري السنوي الذي نظمه بنك إستثمار المجموعة المالية هيرمس بالتعاون مع بورصة لندن وافتتحه الدكتور مصطفي حجازي مستشار الرئيس للشئون السياسية والإستراتيجية.. في هذا المؤتمر الذي غابت عنه الحكومة المصرية كانت الاف الفرص التي تبحث عن الإستثمار ودعونا نستعرض بعض منها.

كان اللقاء بجون ميدني رئيس قطاع الإستثمار في شركة كينيا لتوليد الكهرباء, والذي أكد أن كينيا تحتاج لاستثمارات في مجال الكهرباء تصل لنحو40 مليار دولار علي مدي السنوات المقبلة, وأن الشركات المصرية عليها دور مهم في التعاون التكنولوجي والفني في تلك المشروعات المهمة.. وفقا للاهرام.

وقال نحن في كينيا نستقبل الإستثمار الأوروبي والأمريكي والصيني وللأسف لا نري إستثمار إفريقي ولا عربي. وأضاف معبرا عن رأيه الخاص في مسألة نهر النيل وسد الألفية أن نهر النيل يجب أن يكون في خدمة قارة إفريقيا بالكامل, ولكن لا يجب أن يكون ذلك علي حساب مصر أو يضر بها, أو بحصتها من النهر.

وأضاف بأن بلاده تنظر بعين الإعتبار لمشروعات مهمة مع إثيوبيا والكونغو في مجال توليد الكهرباء وتأمل في أن يكون لمصر دور مهم في هذا المجال. وأضاف بأنه زار مصر وميدان التحرير خلال ثورة يناير, وأن ثورة30 يونيو قام بها الشعب عندما شعر بأن طموحاته لم تتحقق ورؤيته للتغيير لم تلبي, ومن هنا فسماع صوت الشعوب مهم جدا, وحق الإنسان في التعبير والحرية هو حق إنساني يجب أن نستمع إليه. وأكد أن دول إفريقيا تنظر لمصر والمغرب بعد جنوب إفريقيا كقدوة في عملية التحول الديمقراطي, وأن هناك حكومة جديدة في كينيا منفتحة علي دول العالم في مجال الإستثمار, وخاصة دول الجوار الإفريقي.

وفي مجال المشروعات الصناعية والعقارية يأتي مشروع مدينة الملك عبد الله الإقتصادية والتي تقام في منطقة متوسطة تربط ثلاث مدن مهمة وحيوية وهي المدينة وجدة ومكة, وهذه المدينة العملاقة المنتظر الإنتهاء من أعمالها ما بين2030, و2040 هي بحق فرصة عظيمة للإستثمار والتنمية بل وأنها بحق فرصة مهمة لمشاركة المقاولات المصرية وفي مقدمتها شركة المقاولون العرب للتعاون في المشروعات المختلفة التي تضمها هذه المدينة العملاقة والتي ستكون فريدة من نوعها وحصلت علي الدعم الكامل من المملكة التي أقرضتها5 مليارات دولار لأعمال البنية الأساسية بها.

وحول هذه المدينة والفرص الواعدة بها كان اللقاء مع فيصل رشيد فاروقي رئيس القطاع المالي وأحمد عبد الرحمن العمودي بمجموعة إعمار لمدينة الملك عبد الله الإقتصادية حيث أكد فيصل فاروقي أن هذه المدينة هي الأمل في إتاحة فرص عمل جديدة تلبي إحتياجات المملكة التي ستحتاج خلال2030 لأكثر من5.3 مليون فرصة عمل جديدة, كما أنها مدينة للمناطق الصناعية لاستضافة كبريات الشركات العالمية للعمل علي أرض المملكة, وسيتم إقامة أكثر من5 ألاف وحدة سكنية بها, إضافة إلي فندق بدأ التشغيل الفعلي, ومطار الملك عبد الله سيتم تشغيله بنهاية العام. وأضاف بأن الشركة تم تأسيسها لهذا المشروع العملاق وتتوزع المساهمات بها بنسب34% لإعمار الإمارات, و30% تم طرحها للتداول الحر, والباقي لمستثمرين إستراتيجيين. وأكد أن للعمالة المصرية دور مهم في أعمال المدينة.

علي صعيد أخر يتطلع بنك الدوحة للعمل في مصر من خلال التعاون مع بنك قطر الوطني الذي قام بشراء بنك سوسيته جنرال مصر, ويري دكتور سيتارامان المدير التنفيذي لبنك الدوحة أن البنك الذي يخطط لزيادة جديدة في رأس المال بنهاية هذا العام بنحو500 مليون دولار, ويصل رأسماله الحالي لنحو4 مليارات دولار يخطط لاستراتيجية جديدة للنمو خلال السنوات المقبلة تتضمن التوسع والإنتشار الذاتي في قطر وخارجها, ومصر ستكون من أهم الأسواق التي يمكن العمل بها من خلال مستثمرين يرغبون في الإستثمار أو من خلال التعاون مع بنك قطر الوطني بمصر.

واضاف بان البنك الذي تأسس عام1999 لديه ثاني أكبر شبكة فروع في قطر, واستثمارات في الهند والسعودية وسنغافورة وغيرها من بلدان العالم يؤدي خدمات البنك الشامل ومستعد لتقديم الإستشارات للشركات المصرية التي ترغب في التوسع بالأسواق الخارجية سواء في منطقة الخليج أو أوربا.

ايضا بنك دبي الإسلامي يضع مصر والسوق المصرية علي قائمته للتوسع والإستثمار في المستقبل حيث يري الدكتور عدنان جلوان المدير التنفيذي للبنك الذي يعد أول بنك إسلامي تم تأسيسه علي مستوي العالم عام1975 بأن السوق المصرية تحتاج للمزيد من الخدمات المصرفية الإسلامية الحديثة وان البنك يعمل كبنك تجاري شامل ولكن وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية ويعمل علي تطوير ادواته ومنتجاته لتتماشي مع مختلف الإحتياجات من العملاء.

وقال أن البنك الذي تملك حكومة دبي30% من اسهمه و66% منه مطروح بسوق دبي المالية ومقيد بالبورصة أنه يقدم نموذج لكيفية النمو والتعامل خلال الأزمات حيث نما البنك خلال الأزمة المالية العالمية, وتضاعفت أصوله بنحو ثلاثة أضعاف خلال التسعة شهور الأخيرة.
ويري أن مصر سوق مهمة للغاية ولكنهم يرغبون في أن يروا شريكا قويا داخل السوق المصرية, مؤكدا أن البنك في توسعه يحرص علي إحترام ثقافة كل بلد يدخل إليه, فقط يأمل أن يحظي بهذا الشريك من مصر, وايضا أن يكون هناك قبول لبنك دبي الاسلامي في أي سوق يدخله. وأكد البنك يضع السوق المصرية في مقدمة إهتماماته خلال تنفيذ إستراتيجيته الجديدة.

كانت هناك مشاركات مهمة في هذا الملتقي من قيادات مصرفية وعلي مستوي الأعمال علي سبيل المثال شاركت نيفين لطفي رئيس بنك أبوظبي الإسلامي/ مصر, وأيضا شاركت سحر السلاب الخبير المالي المصري, وكذلك شاركت فاطمة لطفي العضو المنتدب لبنك عودة مصر, وأيمن لاظ المدير التنفيذي بمجموعة أمريكانا, كما حضره لفيف من رجال الأعمال المصريين والعرب كان إنطباعهم عن الملتقي إيجابيا للغاية وبقي أن نستثمر هذه الجهود ونفتح الطريق لاستثمارات جديدة برؤية جديدة تري أن السياسية والإقتصاد وجهين لعملة واحدة, وأن العلاقات الإقتصادية تربط المصالح بسياج قوي ومتين يقف في وجه أي توتر سياسي أو خلاف في الرأي. حان الوقت الذي نبلور فيه أهدافنا الإستراتيجية, ونحصل بالإقتصاد علي ما عجزنا عن الحصول عليه بالسياسة.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك