«النقابات المهنية» يرفض قرض «صندوق النقد» لشروطه «المجحفة»

[ميكانو]

انا : ميكانو

أعلن اتحاد النقابات المهنية رفضه لقرض صندوق النقد الدولي، مؤكداً أنه «يحمل أعباء خطيرة للمجتمع المصري، وعلى رأسها التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، فضلاً عن شروطه المجحفة للحكومة».
وقال الدكتور شريف قاسم، الأمين العام للاتحاد، إن الاقتراض من الخارج بشكل عام يعتبر شكلا من أشكال التعاون الاقتصادي بين الأمم، إلا أن اللجوء للاقتراض يجب ألا يكون هو الاختيار الأول، بل يجب أن يكون الاختيار الأخير، نظرا للأعباء الخطيرة التى تترتب عليه، وأولها عبء التدخل في الشؤون الداخلية من قبل الجهات المقرضة، سواء كانت دولة أو منظمة دولية، فضلاً عن عبء سداد أقساط وفوائد القروض، وهي التي تتحملها الأجيال القادمة.
وأضاف «قاسم» لـ«المصري اليوم» أن صندوق النقد الدولي من المعروف أنه لا يقدم قروضا إلا بعد تعهد الدولة الراغبة في الاقتراض بتنفيذ مجموعة من الشروط والالتزامات بخصوص أوضاع ما تقدمه من دعم لبعض السلع أو الخدمات، أو لبعض الفئات الاجتماعية، وهي تلك الشروط التي يترتب على تنفيذها ارتفاع في أسعار تلك السلع والخدمات، مثلما يحدث بالنسبة لبعض السلع الأساسية مثل الوقود والطاقة بكل أشكالها سواء أنابيب البوتاجاز أو الكهرباء أو السولار أو البنزين.
وأوضح أن نفس الحال ينطبق على الخبز والسكر والزيوت وكل السلع الأساسية، مشدداً على أن السبب الآخر الذي يرفض الاتحاد القرض من أجله أن قروض الصندوق عادة لا تمول أنشطة استثمارية، وهي تلك الأنشطة التي يمكن أن يتولد عنها عوائد تستخدم فى سداد أعباء الدين، إذ إن الصندوق يمول قروضاً لمواجهة عجز ميزان المدفوعات أو عجز الميزانية العامة للدولة، وهي أوجه لا يتولد عنها عوائد يمكن استخدامها في سداد القرض.
وشدد «قاسم» على أن قرض الصندوق يتسبب في تعويم الجنيه أمام الدولار ومختلف العملات الدولية الأخرى، وهو الأمر الذي ترتب عليه انخفاض كبير ومتوال في قيمة الجنيه مقابل تلك العملات بما يزيد من أعباء سداد أي مديونية عند حلول موعد السداد، لأن ذلك يستلزم توفير مبالغ متزايدة بالجنيه المصري حتى يتم تحويلها إلى الدولار، مؤكداً أن ذلك أمر سيستمر إلى ما لا نهاية مما يستحيل معه سداد تلك المديونية أو غيرها بسهولة.
ونوه إلى أن أوضاع مديونية الدولة حاليا سواء الداخلية أو الخارجية قد بلغت حدوداً محرجة للغاية، بالإضافة إلى أن استسهال اللجوء للاقتراض يعطل إمكانيات الاعتماد على الذات واستنفار الطاقات الكامنة في الاقتصاد.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك