تردى الأوضاع الاقتصادية فى شمال سيناء ينذر بكارثة كبرى

[الصحفى المحترف]

انا : الصحفى المحترف

محمد مجدى :

رغم معاناة محافظة شمال سيناء من الهجمات الإرهابية التى تنفذها جماعة الإخوان وجماعات المتأسلمين المتحالفة معهم ضد الجيش والشرطة، وسقوط ضحايا مدنيين، هناك أيضاً معاناة أخرى تعيشها شمال سيناء من حصار اقتصادى كامل بجميع أنواعه تجارياً واقتصادياً وسياحياً، مما أدى إلى توقف حركة البيع والشراء، نظراً لوجود فترة حظر تجوال لمدة 15 ساعة متواصلة، والتى تبدأ من الساعة الرابعة عصراً لتنتهى فى الساعة السابعة صباحاً.

وفى هذا السياق أكد عبدالله قنديل، رئيس الغرفة التجارية فى شمال سيناء، أن معدلات البيع والشراء متردية بشكل كبير، وتصل إلى مرحلة التوقف التام، وذلك نظراً لأن مواعيد حظر التجوال أدت إلى عزوف المستهلكين عن النزول لشراء السلع فى جميع الأيام، على أن يتم الشراء خلال يومين طوال الأسبوع.

وقال إن استغلال سيناء كمأوى من قبل الإرهابيين و الجماعات المسلحة، أدى إلى تردى الحالة الاقتصادية بجميع أشكالها التجارية، والصناعية والسياحية، حيث تم الاعتداء على المنشآت العامة من قبل تلك الجماعات المسلحة، للهروب من قوات الجيش والشرطة.

وعن كميات السلع الغذائية بالمحال التجارية فى شمال سيناء قال قنديل، إن التجار مازالوا حتى الآن صامدين، وذلك من خلال تخزينهم جميع أنواع السلع الغذائية والاستهلاكية طوال فترة شهر رمضان الماضى، والذى كان قبله عزل الرئيس محمد مرسى.

وأشار إلى أن المستهلكين أيضاً قاموا بتخزين السلع الغذائية الضرورية، حتى يكون وجودهم فى الشوارع لأضيق الحدود والأسباب، كما أن التجار يقومون بفتح محالهم التجارية لمدة 5 ساعات فى اليوم الواحد وذلك حتى يتمكن التجار والعاملون لديهم من الوصول إلى منازلهم قبل حظر التجوال والذى يبدأ من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 7 من صباح اليوم التالى.

وقال إن جميع أسعار المواد الغذائية لم تشهد ارتفاعات كبيرة على المستهلكين، مشيراً إلى أن الزيادات تقدر بنحو %10 على مثيلاتها فى باقى المحافظات القريبة مثل الاسماعيلية والسويس.

ولفت إلى أن مقر الغرفة التجارية فى شمال سيناء، تم إغلاقه بعد تطبيق حظر التجوال فى المحافظة، وذلك لمنع الاعتداءات على الموظفين والمتعاملين مع الخدمات التى تقدمها الغرفة من سجل تجارى وتخليص جمركى.

وأوضح أن سبب إغلاق المقر، نظراً لأنه يقع بالقرب من مجلس مدينة العريش والذى تم الاعتداء عليه خلال الأيام القليلة الماضية من قبل المتظاهرين الرافضين المطالبين بعودة محمد مرسى.

وأكد أن عمليات نقل السلع الاستهلاكية والغذائية متوقفة بشكل كامل، نظراً لاستمرار إغلاق كوبرى السلام والذى يعتبر المنفذ الوحيد الرابط بين شمال سيناء، وباقى محافظات الجمهورية.

وفى سياق متصل أكد حمدان راشد، صاحب شركة نقل برى فى العريش، أن جميع شركات النقل والشحن البرى، توقفت تماماً عن نقل أى مواد استهلاكية وغذائية من وإلى سيناء، وذلك لعدم وجود تأمين لجميع الطرق، بالإضافة إلى تخوف أصحاب شركات النقل من سرقة البضائع والشاحنات.

وتساءل قائلاً: كيف تكون هناك حركة تجارة داخلية ونقل للسلع من وإلى سيناء، مع وجود فترة حظر تجوال لمدة 15 ساعة متواصلة طوال اليوم، مع فترة سماح بتنقل المواطنين والشاحنات الخاصة بنقل السلع لمدة 9 ساعات فى اليوم الواحد.

وأوضح أن جميع الطرق فى مدينة العريش وباقى مدن شمال سيناء، فى حاجة ماسة إلى تأمينها، نظراً لأن قوات الجيش والشرطة تقوم بعمل أكمنة ثابتة فقط على مداخل ومخارج المدن، فى حين أن الهجمات المسلحة التى يقوم بها الإرهابيون تكون من داخل تلك المدن.

وطالب القوات المسلحة والشرطة بالإسراع فى القضاء على الجماعات الإرهابية، وذلك لوقف الاعتداءات المتكررة عليهم، بالإضافة إلى إعادة الحياة التجارية لطبيعتها مرة أخرى.

وأضاف قائلاً: كيف يتم إعطاء التجار وأصحاب شركات النقل تصاريح بالسير خلال فترة حظر التجوال مع إغلاق كوبرى السلام الرابط بين سيناء والوادى والدلتا، مطالباً الحكومة بضرورة فك الحصار المفروض على مواطنى وتجار سيناء.

وأكد إبراهيم أبوغريب، من إحدى قبائل مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، أن سكان مدينتى الشيخ زويد ورفح فى عزلة كاملة والتى فرضها الحصار علينا، فنحن ممنوعون من السير على الطريق السريع من الساعة 4 عصراً وربما قبلها أيضاً، إلى الساعة السابعة من صباح اليوم التالى.

وقال أبوغريب، إن هذا الحصار المفروض علينا من قبل الجيش والشرطة، لمنع الاعتداءات عليهم من قبل الجماعات المسلحة، والتى مازالت حتى الآن تهاجمهم، وجعلتنا نعانى من مخاطر السفر بين مدن المحافظة.

وأشار إلى ارتفاع تعريفة سيارات الأجرة لأنها تضطر للمبيت يوماً إما قبل أو بعد ميعاد حظر التجوال، مؤكداً وجود أزمة شديدة فى توافر المنتجات البترولية من بنزين وسولار، مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير، كما أن السوق السوداء فى شمال سيناء، عادت بشكل كبير حيث وصل سعر اللتر الواحد بنزين 80 إلى 10 جنيهات.

يذكر أن مسئولى وزارة التموين والتجارة الداخلية كانوا قد أكدوا توافر المنتجات البترولية فى جميع محافظات الجمهورية، مع عدم وجود أى اختناقات فى محطات الوقود.

وأكد أبوغريب، أن مدينتى الشيخ زويد ورفح، أصبحتا مدينتى أشباح خاليتين من المارة، والمحال التجارية، نظراً لهذا الحصار (الحظر)- على حد قوله- وخلاف ذلك ما يحدث يومياً من قتل للأبرياء والجنود، مما جعل أبناء سيناء جميعاً فى أعين المحافظات الأخرى مجرمين، لافتاً إلى أنه تم حرق عدد من السيارات التى تحمل أرقام محافظة شمال سيناء، وذلك عند مرورها فى بعض المحافظات.

وعن إغلاق كوبرى السلام، تساءل أبوغريب، إلى متى سوف يبقى هذا الوضع من إغلاق المنفذ الوحيد الرابط بين شماء سيناء وباقى محافظات مصر من خلال كوبرى السلام؟، مطالباً القائمين على تأمين كوبرى السلام بإعادة فتحه مرة أخرى.

يذكر أن الأسبوع الماضى قد شهد استشهاد العميد طه زكى، قائد تأمين كوبرى السلام بالإسماعيلية، ومجند آخر كان برفقته وأصيب آخر فى هجوم مسلح عليهم من سيارة تقل ملثمين اعترضت طريقهم أثناء عودتهم من مقر تأمين الكوبرى وذلك بالقرب من قرية أبوخليفة بطريق القنطرة غرب.

من جانبه قال المهندس عادل محسن، مدير عام إدارة الإنتاج والشئون الاقتصادية بمحافظة شمال سيناء، إن جميع المناطق الصناعية والمشروعات السياحية والاقتصادية، توقفت تماماً وذلك لتخوف المستثمرين من استكمال تلك المشروعات مع استمرار حالة الانفلات الأمنى، التى تشهدها جميع مدن المحافظة.

وأكد أن عودة السيطرة الأمنية الكاملة على محافظة شمال سيناء، ستعمل على عودة تلك الاستثمارات والتى تقدر بملايين الجنيهات والتى تم تجميدها مؤقتاً من خلال تلك المشروعات المتوقفة، مشيراً إلى أن تخوفات المستثمرين من استكمال تلك المشروعات هو نتيجة طبيعية للعمليات الإرهابية التى تقوم بها الجماعات المسلحة ضد الجيش والشرطة.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك